أحداث أم روابة ... الإدانة واجبة والإقالة واجبة

رُوِّعت البلاد أول أمس السبت 27 أبريل بهجوم من قوات الجبهة الثورية على مدينة أم روابة وقراها..سُفكت فيه دماء أبرياء وشُرِّد به أناس إلى حيث لا مأوى ولا ماء وتعطَّلت به مصالح وخُرِّبت به مُنشآت...ونحن إذْ نُبيِّن موقفنا من هذا الحدث نستصحب معنا مسئولية الكلمة رجاءَ قولٍ سديد يدفعنا إليه حرصٌ على وطننا وواجبٌ من ديننا .. ونُجمل بيانَنا في الآتي :
أولاً : هذا الفعل من الجبهة الثورية لا يمكن إخراجُه إلى الفعل السياسي المعارض ... وأيُّ مواطنٍ هذا الذي ينتظر معارضةً تقتله ؟! هذا مسلكٌ منكر واجب تجريمُه وإدانتُه من الجميع ولا يجوز السكوت عليه فحرمةُ دماء المواطنين وحرمة أعراضهم وأموالهم خطوطٌ حمراء لا يتعداها إلا مجرمٌ أثيم .
ثانياً : ليس من واجب الحكومة أن تدين قتل المواطنين بل واجبها اللازم حمايتهم والدفاع عنهم... من هنا فإنَّ الإبقاء على وزيرٍ للدفاع يثبتُ مرةً بعد أخرى أنه فاشلٌ في الدفاع عن مواطنيه يُعدُّ هو الآخر جريمةٌ وطنية ... ومن عجب أنه بعد سقوط هجليج تعالتْ أصواتٌ مطالبة بإقالة هذا الوزير لكنها أُسكتتْ من جهات عليا بدعوى أنَّ إقالته في ذلك التوقيت تُعدُّ هزيمة معنوية لجيشنا ودفعة معنوية للعدو ... ثم تناستْ تلكم الجهات الأمر وواصل الوزيرُ فشلَه المُكلِّف جداً أرواحاً ومنشآتٍ وسمعة . إنَّ إقالة وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة بكافة أشكال الدعم نراها اليوم أوجب واجبات هذه المرحلة لا سيما وأنَّ ضربة مدينةٍ كأم روابة في قربها من العاصمة قد أعادت إلى الأذهان ذكرى غزو أم درمان .
ثالثاً: ضرورة تكثيف تأمين المدن والطرق والمصالح الإستراتيجية القريبة من نشاط الحركات المسلحة منعاً لتكرار مثل هذه الأحداث مع ضرورة تعويض المتضررين من هذه الأحداث الأخيرة .
رابعاً: إنَّ الذهاب إلى حوار وطني ( حقيقي ) جامع لا يستثني أحدا للإتفاق على حل وطني شامل للأزمات الراهنة ـ لا قضية المنطقتين فحسب ـ أولى من فكرة الذهاب إلى وضع دستور أو إلى إنتخاباتٍ كالإنتخابات السابقة لا تُجمِّد المشهد السياسي على ما هو عليه من أزمات بل تزيده تعقيدا .
الإخوان المسلمون
الإثنين 29 أبريل 2013