الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد رجل لم تغيِّره الدنيا!! بقلم الطيب مصطفى
ليتكم زرتموه في منزله المتواضع لترَوا الزهد يمشي على قدمين.. إنه الشيخ
صادق عبد الله عبد المجد، اسم أفلح والداه ونظرا بعين الغيب حين أدركا كيف
تتطابق الصفة مع الموصوف وعلما أنهما رُزقاً ابناً جعل من آية (تِلْكَ
الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي
الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) شعاراً مقدساً.
اقرأوا ما قاله الشيخ صادق حين سُئل في حوار (الأهرام اليوم) عن رأي
الإخوان في ما يُشاع عن قضايا الفساد والإفساد؟! قال الشيخ صادق: (أنا
الحكومات دي عايشتها منذ ما قبل الاستقلال، دائماً السنوات الأولى بيكون
فيها خير بعدها يتجلّى الانحراف كما حصل الآن، عايشت الحكومات دي كلها وما
رأيت حكومة غرقت في الفساد وعدم مواجهة الحقيقة والعدل لكل من يعتدي على
المال العام والحق العام مثلما يحدث الآن، أنا لا أقيِّم الإنقاذ بأشخاص
وإنما بالتجربة عموماً»!!
وعندما سُئل الشيخ صادق: (هل هذا يعني بأنك لست راضياً عنها) أجاب: (أبداً ما راضي عنها وفي مقدور الدولة أن توقف هذا بالقانون).
ثم قال معلقاً على سؤال: هل كان المشروع الحضاري يعبِّر عن المشروع
الإخواني.. قال (من كلمة حضاري دي أنا شعرت أن إخوانّا لا يريدون السير في
الطريق القويم (حضاري شنو يعني؟!) هؤلاء لم يعبروا عنّا ولا عن المسلمين في
السودان.. هل المشروع الحضاري أنظف وأوضح من المشروع الإسلامي.. الدرب
القويم ما فيه (لولوة) ولا مجاملة ولا مراعاة لخاطر فلان أو علان)!! ثم قال
الشيخ صادق إن مشاركتهم كانت ديكورية أما الآن فإنهم لا يشاركون في
الحكومة الحالية!!
ما أشبه الشيخ النحيل صادق بالشيخ الشهيد أحمد يس
الذي قصفته طائرات بني صهيون وهو عائد من المسجد على كرسيه عقب صلاة الفجر
إنها النماذج الحية المتجدِّدة لقول الله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) لكم غضبنا
منه حين اختلف مع الترابي الذي كنا حينها نعتبره مجدِّد القرن العشرين فإذا
به يهوي.. لكن أمثال صادق عبد الله لا يعتمدون في قرارتهم على ما نعتمد
عليه نحن المعجبين بعقولهم وإنما بعلم آخر لا يُمنح الا للمتقين الموقنين
المحسنين.. إنه الفرقان الذي يميِّز به المؤمن بين الحق والباطل. (إن
تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً...)
رأيت بعض صحافيي
الغفلة يحتفون بتافهين وتافهات ويسوِّدون بسيرتهم الصفحات.. أحدهم شيوعي
متشاعر ــ وهو قريبي بالمناسبة ــ قالت له زوجه: (يا أنا يا العرقي) فقال
لها: (العرقي) فكان أن ليّف العرقي كبده ومات!
أخر.. سمَّوه شاعر
الشعب وهل يحتفي الشعب السوداني المسلم ويمنح اسمه لشيوعي لا يصلي؟! وكثير
من الزبد الطافي على صفحة حياتنا يعطِّل مسيرنا ويملأ حياتنا بؤساً
وتعاسة!!
قبل يومين قرأت تصريحاً لأحد زعماء الأحزاب اليسارية
العلمانية قال فيه متباهياً (أنا تلميذ محمود محمد طه).. تخيلوا رجلاً
يقدِّم نفسه للشعب السوداني ليضعه على أكتافنا من خلال حزب سمَّوه (حق) وما
هو إلا باطلاً يتبرج بالسوء ويتباهى بأنه تلميذ الدجال الضليل محمود محمد
طه (أسأل الله تعالى أن يحشره معه) محمود الذي قرَّر أو أوهمه الشيطان
الرجيم أنه (وصل) ولذلك فإنه أعلى من أن يصلي كما يصلي المسلمون أو كما
يصلي الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي حتى تتورم قدماه
ويؤمَر: (قم الليل إلا قليلاً) أما ذلك الدجال فإنه رُفعت عنه الصلاة لذلك
يحتفي به الشيوعيون وتحتفي به صحيفة (أجراس الحرية) و(الميدان) ويحتفي به
عرمان والحاج وراق منشئ حزب (حق) الذي تقوده الفتاة (هالة) التي جمعت
الشيخين (الصادق المهدي والترابي) وأصلحت بينهما!!
هل فهمتم الآن
لماذا يتبارى الترابي والصادق المهدي في تقديم فروض الولاء والطاعة ويقدمان
الفتاوى حول المرأة تمشياً مع صرعة (الجندر) التي لا أستبعد أن تقودهما
ليفتيا بأن الصلاة لا تجوز من الآن فصاعداً إلا خلف النساء وأن تتضمن
الطبعة الجديدة من (التفسير التوحيدي) ملحقاً يقسِّم الرسل بين النساء
والرجال!!
من قال لكما أيها (الشيخان) إن النساء المسلمات ــ وليس
الشيوعيات أو العلمانيات ــ متمردات على دينهنّ أو منهزمات أمام حضارة
الغرب التي لا تنظر إلى المرأة الا كائناً للجنس وبيع وتسويق منتجات
الحضارة الغربية؟!