منتديات شباب الإخوان المسلمون
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عزيزي الزآئر/ة يشرفنآ جدآ تسجيلكـ معنا في المنتدى

و يسعدنا ايضا تسجيل دخولك اذا كنت مسجل لدينا

مع تحيــــــات
إدارة المنتدى


************************


منتديات شباب الإخوان المسلمون
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عزيزي الزآئر/ة يشرفنآ جدآ تسجيلكـ معنا في المنتدى

و يسعدنا ايضا تسجيل دخولك اذا كنت مسجل لدينا

مع تحيــــــات
إدارة المنتدى


************************


منتديات شباب الإخوان المسلمون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب الإخوان المسلمون

هي منتديــــات اسلامية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الشيخ جاويش : الترابي لم يكن في يوم من الأيام مؤمناً بفكر الحركة الاسلامية وطرحها ، إنما استغلها لمآرب شخصية.
... الشيخ علي جاويش : تحالفنا السابق مع الحكومة أملته ضرورات الخوف علي الأمة عقب توقيع إتفاقية نيفاشا واليوم ليس للجماعة أي مشاركة في الحكم.
الشيخ علي ﺟﺎﻭﻳﺶ المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان : ﺧﻼﻓﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺣﻮﻝ ******ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺒﺎﺩﻱ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ
********** المرشد العام يهنئ الشيخ جاويش بانتخابه مراقبًا عامًّا لإخوان السودان فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين يهنئ فضيلة الشيخ علي محمد أحمد جاويش بانتخابه مراقبًا عامًّا للإخوان المسلمين بالسودان. ويسأل الله تعالى أن يوفقه وإخوانه في خدمة السودان الشقيق والأمتين الإسلامية والعربية.. إنه سميع مجيب. كما يوجِّه التحية والتهنئة إلى الإخوان المسلمين بالسودان؛ بمناسبة انتخاب مجلس الشورى الجديد.

 

 رمضان والفرار إلى الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إدارة المنتدى
 
 
إدارة المنتدى


تاريخ التسجيل : 29/01/2012
مشاركات : 87
معدل تقييم المستوى : 0

رمضان والفرار إلى الله Empty
مُساهمةموضوع: رمضان والفرار إلى الله   رمضان والفرار إلى الله Emptyالسبت مارس 03, 2012 5:17 am


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.




وبعد:




إن توالي الأيام ومرور الزمن من أعظم المكابدة التي يكابدها الإنسان في
دنياه، ولا شك أن في الدنيا مكابدات كثيرة، والله - تعالى - يقول: لَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد: 4].




فلو تأملت في حالك وحال غيرك لاَتَّعَظْتَ؛ أين الطفولة ببهجتها وبراءتها؟
أين الشباب - زهرة العمر - بأحلامه وفتوته؟ كلٌ إلى انتهاء وفناء، يقول
الله - تعالى -: هَوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ
نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ
لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ
يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ [غافر: 97].




فهل اتعظنا بتبدل حالنا من قوة إلى ضعف، وهل عَقَلنا ما قاله ربنا؟ فو
الذي نفسي بيده، لو لم تكن معاناة وألم في الحياة الدنيا- مع استحالة ذلك -
إلا تَفَلُّتُ الأيام والأعوام؛ لكفى به مكدرًا لصفوها.




فالإنسان محاط بأقسام الزمن الثلاثة: الماضي، والحاضر، والمستقبل، ماضٍ
عاشه وقصَّر في طاعة ربه فيه ولا يدري ما الله فاعل فيه، وحاضر يخوض فيه،
ليس على المأمول منه، ومستقبل مجهول يخشى مجيئه وهو على حاله واعوجاجه لم
يصحح مساره بعد.




عمرك هو رأس مالك




إن رأس مال العبد في حياته هو عمره، كُلِّف بإعماله في فترة وجوده في
الحياة الدنيا، وهي له كالسوق؛ فإن أعمله في خير وطاعة ربح، وإن أعمله في
شر ومعصية خسر، وكل يوم يتفلت منا من غير طاعة ربنا - عز وجل -، فهو خسار،
كمن يقتطع كل يوم جزءًا من رأس ماله ويلقي به في الماء. وفي الحديث: «ليس
من عمل يوم إلا يختم عليه». [صحيح الجامع].




وعن الحسن البصري - رحمه الله - قال: ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا
يتكلم، يقول: يا أيها الناس، إني يوم جديد، وإني على ما يُعمل فيَّ شهيد،
وإني لو غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة.




فعمرك وسنواتك رأس مالك، وأنت في تجارة، يقول الله - تعالى -: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف: 10، 11].




ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «...كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها».[صحيح مسلم].




فكلٌ يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله - تعالى - بطاعته فيعتقها من
العذاب: إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة: 111].




ومنهم من يبيعها بخسًا للشيطان والهوى باتباعهما، فيوبق نفسه (يهلكها):
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ
وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ
عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي
[إبراهيم: 22].




ويقول - تعالى -: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَى عِلْمٍ [الجاثية: 23]. والنبي - صلى الله عليه
وسلم - يعظ رجلاً، فيقول له: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك،
وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك». [شرح
السنة للبغوي].




ولأهمية العمر كان قسيم الرسالة والنذارة، قال الله - تعالى -: أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ
النَّذِيرُ [فاطر: 37].




فالإنسان يضيع عمره وهو لا يدري مقدار خسارته وغبنه الذي يحصده، ويبين خطر هذا:




أن المرء إذا كان في آخر عمره، وشعر بأيامه المعدودة وساعاته المحدودة،
وأراد زيادة يوم فيها يتزود فيه للقاء ربه أو حتى ساعة وجيزة يتوب فيها
قبل الغرغرة، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، يقول الله - تعالى -: وَلِكُلِّ
أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا




جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ،
فيشعر بالحزن والأسى على الأيام والليالي والشهور والسنوات التي كانت بين
يديه وأضاعها من غير كسب ولا فائدة.




يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ». [صحيح البخاري].




أي يمضيان لا يستغلهما في أوجه الكسب المكتمل، فيفوتان عليه بدون عوض، فيندم، ولات حين مندم.




وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر: 1، 2]:




يقسم الله - تعالى -بالعصر (وهو على تفسيرات مختلفة، فقيل هو الدهر، ولعلي
بن أبي طالب - رضي الله عنه -: والعصر، نوائب الدهر، وقيل هو اليوم
والليلة، أو العشي، وقيل هو الصلاة الوسطى لأهميتها، وقيل بل هو عصر النبي
- صلى الله عليه وسلم -، وقيل بل هو عمر الإنسان).




وأيًا كان المعنى، فهو يدور في فلك الزمن قلَّ أو كثر، إن الإنسان لفي خسر.




والخسار مراتب: فقد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة،
وفاته النعيم واستحق الجحيم، وقد يكون خسارًا من بعض الوجوه دون بعض ولهذا
عمم الله - تعالى- الخسار لكل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات:




1- الإيمان، ولا يكون بدون العلم، فهو فرع منه.




2- العمل الصالح، وهو شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده الواجبة والمستحبة.




3- التواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح، فيوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه




عليه.




4- التواصي بالصبر: بأنواعه الثلاثة: على طاعة الله - تعالى -، وعن معصية الله تعالى، وعلى أقدار الله المؤلمة.




فبالأمرين الأولين يكمل العبد نفسه، وبالأمرين الآخرين يكمل غيره، وبتكميل
الأربعة، يكون العبد قد سلم من الخسارة وفاز بالربح العظيم. [تفسير
السعدي بتصرف].




فالله أرسل رسوله بالهدى، وهدى كل إنسان النجدين: إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا. فمن آمن وعمل صالحًا كان
مآله إلى الجنة، ومن كفر كان مآله إلى النار.




وفي عموم المسلمين، فإن الخسران في التفريط، بحيث لو دخل الجنة، ولم ينل
أعلى الدرجات يحس بالخسران، في الوقت الذي فرَّط فيه، ولم ينافس في فعل
الخيرات لينال أعلى الدرجات، لذا قالوا: لا يخرج إنسان من الدنيا إلا
حزينًا، فإن كان مسيئًا فعلى إساءته، وإن كان محسنًا فعلى تقصيره.




وفي قول ربنا - تعالى -: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا
وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.
«ألا تخافوا»: الخوف من المستقبل أمامهم، «ولا تحزنوا»: والحزن على
الماضي خلفهم.




فَلِمَ التباطؤ في الطاعة؟




إذا كان الحلم والأناة حلية المؤمن ومن زاده في مسيره إلى الله - تعالى -،
وهما صفتان يحبهما الله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأشجِّ عبد
القيس: إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحِلمُ والأناة. [رواه مسلم].




إن التأني والنظر في الأمور وتقليب عواقبها لهو من المحمودات، إلاَّ في
حال الطاعة والتوبة؛ فالتباطؤ فيها مذموم، فالطاعة وقودها المسارعة
والمسابقة، قال الله - تعالى -: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي
الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء: 20]، وقال -
تعالى -: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:
133].




وقال - تعالى -: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ [الحديد: 21].




فإياك إياك من العجز والكسل، فهما العائقان اللذان أكثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التعوذ بالله - سبحانه - منهما.




وقد يعذر العاجز لعدم قدرته، بخلاف الكسول الذي يتثاقل ويتراخى مما ينبغي
مع القدرة، قال - تعالى -: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ
عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّـهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ
اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة: 46].




واعلم أن التسويف: أي سوف أتوب، سوف أطيع، سوف أعمل صالحًا... وأمثال هذا جند من أكبر جنود إبليس، -والعياذ الله-.




وعجلت إليك رب لترضى




قالها موسى - عليه السلام -، عندما سأله ربه - سبحانه وتعالى -: وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى [طه: 83].




أي: ما حملك على العجلة؟ لِمَ لَمْ تنتظر قومك أن يأتوا معك؟ قال ابن عباس
- رضي الله عنهما -: كان الله عالمًا، ولكن قال «ذلك» رحمة لموسى - عليه
السلام -، وإكرامًا بهذا القول، وتسكينًا لقلبه، ورقة عليه.




وذلك أن موسى - عليه السلام - اختار من قومه سبعين رجلاً ليذهبوا معه إلى
الطور ليأخذوا التوراة، فسار بهم ثم عَجِل موسى - عليه السلام - من بينهم
شوقًا إلى ربه - عز وجل - وخلَّف السبعين، وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل:
قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى
[طه: 84]. أي: لتزداد رضا. (تفسير البغوي والقرطبي).




والذي عجلني إليك يا رب، الطلب لقربك، والمسارعة في رضاك، والشوق إليك. (تفسير السعدي).




وهذا الشوق إلى الله، هو الذي كان يدفع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا
أمطرت السماء، إلى أن يجعل الماء يصيبه، ويقول: إنه حديث عهد بربي، فهذا
من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وممن بعده من قبيل الشوق. (تفسير
القرطبي بتصرف يسير).




أول الفرار التوبة




يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت
جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به
هكذا». [البخاري].




فيا أخي: البدار، البدار، أول المسير أن ترى عظيم ذنبك، وفداحة خطاياك، أن
تعزم على الخلاص، وأن ترفع يديك إلى ربك وتطأطئ قلبك حياءً من الله -
تعالى -الذي يتودد إليك بالنعم وأنت تتبغض إليه بالمعاصي.




يقول طلق بن حبيب: إن حقوق الله - تعالى -أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن
نعم الله أكثر من أن تُحصى، ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين.




فالمبادرة إلى التوبة فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها، بل إذا أخرها
ارتكب إثمًا آخر، وهو تأخير التوبة، فإذا تاب من الذنب، بقي عليه ذنب آخر
وهو تأخير التوبة، إن الكثير من الناس يغفل عن هذا المعنى، فينبغي للعبد
إذا تاب أن يتوب توبة عامة، توبة من الذنوب، ما علم منها وما لم يعلم،
وتوبة من أنه أخَّر توبته إلى الله - تعالى -.




يقول الله - تعالى -: وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31].




ويقول الله - تعالى -: وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11].




وقال الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم: 8].




قال عمر بن الخطاب وأبي بن كعب - رضي الله عنهما -: التوبة النصوح: أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه، كما لا يعود اللبن إلى الضرع.




وقال الحسن البصري: هي أن يكون العبد نادمًا على ما مضى، مجمعًا على ألا يعود فيه. [مدارج السالكين لابن القيم بتصرف].




أثر الذنوب على الفرد والمجتمع




إن الذنوب حجاب عن الله - عز وجل -، تورث الذل والهوان لمرتكبها على الله
أولاً ثم على الخلق ثانيًا، وآثار الذنوب كثيرة، منها: حرمان العلم
والرزق، وحرمان الطاعة، فالذنب يصد عن الطاعة، ويمحق البركة في العمر،
ويوهن عزم القلب على الطاعة ويقويه على المعصية، والمعصية سبب لهوان العبد
على ربه - عز وجل -، قال الحسن: هانوا عليه فعصوه، ولو عزُّوا عليه
لعصمهم، قال - تعالى -: وَمَنْ يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ
[الحج: 18].




إن العبد مازال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه فلا يستشعر
خطرها، وإذا تكاثرت الذنوب؛ طُبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين، قال
الله تعالى: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
[المطففين: 24].




والذنوب تحدث في الأرض الفساد، قال الله - تعالى -: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم: 40].




والذنوب تؤدي إلى ذهاب الحياء، وهو أصل كل خير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحياء خير كله».




[متفق عليه].




والذنوب تزيل النعم وتحل النقم، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ما
نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، قال الله - تعالى -: وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ
كَثِيرٍ [الشورى: 30].




وكما أن للذنوب آثارها السيئة على الفرد، فكذا لها آثارها على المجتمع،
فعن جبير بن نفير قال: لما فُتحت قبرصُ فرِّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى
بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك
في يوم أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله. فقال: ويحك يا جبير. ما أهون الخلق
على الله إذا أضاعوا أمره. بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر
الله فصاروا إلى ما ترى. [الجواب الكافي لابن القيم].




ولم لا تذكر الله - تعالى -؟




قال الله - تعالى -: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة: 152]. فأمر الله
- تعالى -بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره. [تفسير
السعدي].




وقال - تعالى -: اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب: 41].




وقال - تعالى -: وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب: 35].




ومدح الذين يذكرونه على كل أحوالهم وتقلباتهم، فقال - تعالى -: الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:
190].




فذكر الله - تعالى -وظيفة المؤمن اليومية ليله ونهاره: ضيقه وفرجه، فرحه
وترحه، سلمه وحربه، قال - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلاً [الأحزاب: 41، 42]،




وقال - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً
فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا [الأنفال: 45]، يقول تعالى:
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ
آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة: 200]، والأحاديث في فضل ذكر
الله تعالى كثيرة جدًا، منها:




- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم
وأزكاها عند مليككُم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب
والورِق (الفضة) وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا
أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذِكرُ الله». (الترمذي وابن ماجه
وغيرهما وصححه الألباني).




- وقال - صلى الله عليه وسلم -: «سبق المفرِّدون». قالوا: وما المفرِّدون
يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات». (مسلم).




- وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت». (البخاري).




- ولما شكا رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثرة شرائع الإيمان،
كما بحديث عبد الله بن بُسر: أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع
الإيمان قد كثرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبًا
من ذكر الله تعالى». (رواه الترمذي وغيره، وقال الألباني: صحيح).




- وفي ليلة إسراء النبي - صلى الله عليه وسلم - لما لقي إبراهيم - عليه
الصلاة والسلام - فإنه دار بينهما الحوار التالي: «قال النبي - صلى الله
عليه وسلم -: لقيت إبراهيم ليلةَ أُسري بي، فقال: يا محمد، اقرئ أمتك مني
السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان (أي:
مستوية)، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله
أكبر». (أخرجه الترمذي، وقال الألباني: حسن).




ففروا إلى الله




وكيف نفر إلى الله؟ بفعل ما يحبه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -،
وترك ما يبغض الله ورسوله، رأس الأمر: الانتقال من معسكر الكفر إلى
الإيمان، فإذا انتقلت فقد عقدت عقدًا مع الله - تعالى - بمقتضى الشهادتين
(أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله)، بعت فيه نفسك
ونفيسك لربك - تعالى - مقابل الجنة: إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ.




والجنة سلعة الله الغالية، وبمقتضى هذا العقد فإنك تأتمر بما أمرك الله
به، وتنتهي عمَّا نهاك الله عنه، فتبادر إلى الطاعة وتسابق إليها: الصلاة
لأول وقتها، الزكاة إذا تملكت نصابها يوم أن تبلغ حولها، الصيام بلا قول
زور أو عمل




به، الحج والمبادرة إليه إن استطعت إليه سبيلاً.




وشعب الإيمان كثيرة، فَتَحَلَّ بها ولتكن من صفاتك، وتوسل بها إلى الله -
تعالى- : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا
إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
[المائدة: 35].




وأنت لا تدري ما يتقبل الله منك، فَرُبَّ شيء تستقلُّه يشكره الله لك
ويكون سببًا من أسباب دخولك الجنة، كَبَغِيِّ بني إسرائيل التي نزعت موقها
فسقت كلبًا يلهث من العطش، أو كالرجل الذي نحَّى شوكة عن طريق الناس.




ورُبَّ سيئة تستصغرها فتسوقك إلى النار، كالمرأة التي حبست الهرة فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.




فعليك يا عبد الله في رمضان وغيره بالصبر والصدق والإخلاص في السر والعلن،
والوفاء بالعهد، والحلم والتوبة، والذكر والتواضع، والخوف من عذاب الله
والطمع في رحمته وجنته، والجود والكرم، وصيانة الأعراض، وحفظ الفرج، وغض
البصر، والحياء وحسن الخُلق، وإماطة الأذى عن الناس وعن طرقاتهم. والبعد عن
اللغو والزور والغيبة والنميمة.




قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شبعة، أعلاها:
لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب
الإيمان».




فإن قصَّرت طول العام فشمِّر الآن عن ساق الهمة وساعد العمل، فذاك موسم
الهجرة من أسر النفس والشيطان إلى حرية الطاعة والقرب من الله، يا باغي
الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.




تابع بين الطاعة والطاعة، ولك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسوة
الحسنة، الذي أمره الله تعالى إذا انتهى من عبادة أن يشرع في عبادة
جديدة: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ [الشرح: 7].




ولك في سلفك القدوة والمثال، قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟
قال: لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة، والمصحف بينهما. [سير أعلام النبلاء
3/215].




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان والفرار إلى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخطــــــاء الناس في رمضان
» كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ؟؟
» الله غايتنا
» محاكمة سيد قطب رحمه الله
» هل الله يستطيع أن يفعل أي شيء؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب الإخوان المسلمون :: المنتديــــــــــــات الاسلامية العامــــــــــة :: المنتديات الاسلامية :: الخيمة الرمضانية-
انتقل الى: